مغربي بشكل ما اغتيل في تونس

وبه الإعلام و السلام

بقلم : البشير الزناكي

لوكا هو الإسم الشخصي للمصور الصحافي الفرنسي الذي لقي مصرعه يوم 16 يناير في خضم الأحداث التونسية،والده طبيب "فرنسي" إسمه مبروك الشتوكي، يمارس في مدينة طنجة كاختصاصي في أمراض الروماتيزم،ماذا يعني هذا ؟ لوكا هو ابن مواطن مغربي يحمل الجنسية الفرنسية و تزوج من مواطنة ألمانية.لوكا هو شاب ولد بباريس ودرس تعليمه الثانوي بالبعثة الفرنسية في طنجة بثانوية غنيو المعروفة ثم تابع دراسته بفرنسا بمعاهد الصحافة و التصوير الفوتوغرافي. حسب والده فإن الشاب لوكا الذي لقي مصرعه في تونس بسبب رصاصة مسيلة للدموع أطلقها رجال الأمن على بعد خمسة أمتار من المتوفى و أصابت رأسه مباشرة ،كان مسرورا لهذه المهمة التي كلف بها في تونس من طرف الوكالة الأوروبية للتصوير الصحفي المتواجدة في فرانكفورت ، كان لوكا يحلم بأن يصير نجم التغطيات الصحافية في الملفات الكبرى و المناطق الخطرة ، لكن الإصابة كانت بليغة مما أدى إلى الوفاة بمستشفى ربطة بالعاصمة التونسية . هكذا رحل شاب كان يطمح لكي يصبح مصورا صحافيا كبيرا بعد أن تمكن من إنجاز تغطيات صحافية في مناطق حرجة خلال السنة الماضية من ضمنها الكونغو التايلاند ،هكذا رحل لوكا وترك رفيقته و أسرته وأصدقاءه يجترون الحزن و الأسى.

شيء استرعى انتباهي في هذا الحادث المأساوي الذي يعيد إلى الواجهة مطلب حماية الصحافيين خلال تأديتهم لمهامهم،على الرغم من التقاطع الواضح مع الجذر المغربي للمتوفى لم يتم ذكر ذلك من أي من المؤسسات الإعلامية ،اكتفى الجميع بذكر فرنسا و ألمانيا فقط،و حين طرحت السؤال على أحد أصدقائي الذين يعرفون الشاب المتوفى بشكل غير مباشر، كان جوابه لاذعا،قال لي حسنا فعلوا ،هل تعتقد بأن وكالات الأنباء ستتجشم عناء توزيع خبر يقول بمصرع مصور صحافي مغربي ؟ إنها مسالة صورة أيضا !

على أية حال ،حتى لا نتيه في هذا النوع من الأفكار نقول بأن مقتل أي صحافي هو حدث خطير يجب التنديد بمرتكبيه و محاسبتهم،و نذكر بأن "مراسلون بلا حدود "طالبت كمنظمة تهتم بشؤون المهنيين بفتح تحقيق حول الوفاة،وتؤكد مصادرها بأن إطلاق النار الذي تعرض له كان متعمدا ويجب التحقيق و المحاكمة بصدد مرتكبيه.
البشير الزناكي

» نكت رائعة بطعم مغربي
» كاتب مغربي يشهر مثليته الجنسية ويتحمل المسؤولية